كيث اليسون.. اول عضو كونجرس مسلم
"كيث إليسون".. أول مسلم يترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي بأمريكا
الثلاثاء 15-11-2016| 07:24م
م
يعتبر "كيث إليسون"، المرشح لرئاسة الحزب الديمقراطي، أول عضو مسلم منتخب فى مجلس النواب الأمريكي، بعد فوزه بالمقعد في عام 2006.
ولد "إليسون" عام 1963 ويبلغ 53 عامًا، ولديه خبرة في المجال القانوني، وكان يعمل محاميًا، واعتنق الإسلام في الـ19 من عمره، ويعد أول نائب ديمقراطي مسلم بالكونجرس الأمريكي عن ولاية مينيسوتا.
وقال "إليسون": "أنا فخور بإعلان ترشيحى لمنصب رئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية، وإذا سنحت لى الفرصة بتولى هذا المنصب، سأفعل ما بوسعى لكى يصبح الحزب الديمقراطى منظمة تجمعنا وتبادر إلى وضع برنامج يحسن حياة الناس".
ويمتاز "إليسون"، بأفكاره المتقدمة ومواقفه المضادة للتدخل العسكري الأمريكي في العراق، كما كان من أقوى مؤيدي خروج القوات العسكرية الأمريكية من العراق، ويعد أيضًا من المدافعين عن حقوق الأقليات والمرأة والمسلمين.
ويري "إليسون"، أهمية قسوي في إشراك المسلمين في السياسة الأمريكية، كما له مواقف في مختلف القضايا الهامة التي تتعارض بشدة مع مواقف الحزب الجمهوري في الإدارة الأمريكية.
وكان "إليسون"، من أوائل الذين قاموا بتأييد بيرنى ساندرز فى أكتوبر 2015 ضد مرشحة الحزب الديمقراطي السابقة في الانتخابات الرئاسية الامريكية هيلارى كلينتون، خلال السباق للفوز بترشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية.
وينوي "إليسون "قيادة عملية تعزيز شعبية الحزب عبر تعزيز العلاقات المحلية، حيث قال :"يجب أن تكون أولويتنا للناخبين، وليس للمانحين"، فى انتقاد منه غير مباشر لكلينتون، مشددًا على ضرورة الاهتمام بـ"مصفف الشعر، والنادلة، والناس الذين يخشون من أن يغلق مصنعهم أبوابه، بهذه الطريقة يمكننا يمكننا أن نعود".
وفى حالة فوزه بالمنصب القيادي بالحزب، سيكون "إليسون"، أول مسلم يرأس الحزب الديمقراطي، ولكنه سيخوض معركة شرسة مع الرئيس السابق للحزب هاورد دين الرئيس، بالإضافة إلي كل من حاكم ولاية ماريلاند السابق مارتن أومالي، والسيناتور تيم كاين الذي اختارته كلينتون لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في حالة فوزها بالانتخابات التي خسرتها أمام منافسها عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
ومن المتوقع حسم هذه المعركة من قبل اللجنة الوطنية للحزب في 17 نوفمبر.
الرغم من أن "
كيث إليسون" نشأ مسيحياً إلا أنه ذهب للمسجد، عندما كان في الـ 19 من عمره، حيث تأثر من كلمات إمام المسجد، واتخذ قراراً باعتناق الإسلام، وأصبح أول مسلم يحمل صفة عضو كونغرس أميركي.
ويضرب إليسون وعائلته نموذجاً مميزاً في الولايات المتحدة الأميركية، من حيث العيش بتسامح ومحبة، وعدم الإساءة أو ازدراء الأديان فيما بينها، وذلك كون أبناء كيث مسلمين مثله، بينما أمه مسيحية كاثوليكية، وأخوه قس بروتستاني.
ولفت إليسون خلال حديثه للأناضول إلى أن الدين لم يفرق يوماً بين أفراد عائلته، معرباً عن استغرابه من نشوب صراع بين الأديان والمذاهب، قائلاً "لماذا نقتل بعضنا الآخر، طالما أن كل ما نفعله ابتغاء مرضاة الله، وما دامت أمورنا رهن برحمته وكرمه كما وردتا في القرآن، فكيف يمكن أن نكون طغاة وظالمين".
وأوضح إليسون، أن شهر رمضان يمثل بالنسبة له أهمية كبيرة، مشيراً أنه يبدأ اليوم و ينهيه بقراءة القرآن، وأنه يصوم شهر رمضان دائماً، وأنه يقيم صلاة التراويح كلما سنحت له الفرص، مؤكداً أنه ينتظر شهر رمضان على أحر من الجمر، وأنه يحزن لإنتهائه، مشيراً إلى أن أبناءه أيضاً يصومون شهر رمضان، وأنه يمنحهم الفرصة للقاء معاً على مائدة الإفطار.
وعن قصة اعتناقه الإسلام منذ حداثة شبابه قال إليسون "لا أعرف لماذا انتقلت إلى الإسلام، ولكنني عندها أحسست أنه الأمر الأكثر صوابا بالنسبة لي"، لافتاً إلى أنه يكن احتراماً كبيراً للكنيسة الكاثوليكية وللأب فرانسيس، وأنه ما زال لديه معرفة عن الكاثوليكية، بسبب الفترة التي عاشها ككاثوليكي، لكنه لفت إلى أن المسيحية كانت بالنسبة له عبارة عن قواعد، وأنه لم يستشعرها.
وذكّر إليسون أنه كان يشارك في الأنشطة والفعاليات المناهضة للعنصرية والتمييز والظلم الإجتماعي فترة حياته الجامعية، وأنه قرأ عن حياة المشاهير الذين غيّروا دينهم، مشيرين أنه كان يعرف الدين الإسلامي، ولكنه لم يلتق بأي من المسلمين آنذاك.
وأشار إليسون إلى أنه تعرف على صديق مسلم في العام الثاني من الدراسة، دون علمه بذلك، وأنه ذات يوم "جمعة" رافقه إلى المسجد، مبيناً أنه تفاجأ عندما وجد جميع الناس (المصلين) يجلسون أرضاً، ولا يوجد كراسي، كما كان الناس لا يلبسون أحذيتهم داخل المكان(المسجد)، مشيراً أنه جلس بدوره ليستمع للمتحدث (الإمام)، مبيناً أن خطبة الإمام لمست أعماقه من الداخل، وخصوصاً عندما تناولت سيرة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، مبيناً أنه بدأ بعد ذلك اليوم بالذهاب الى المسجد، وقراءة القرآن، والتواصل مع المسلمين داخل الحرم الجامعي وخارجه.
وعن طريقة إخباره لعائلته خبر اسلامه، سرد إليسون أن ذلك كان في عيد الشكر المسيحي، حيث تجري الطقوس بتحضير وجبة طعام من الديك الرومي ولحم الخنزير، مبيناً أنه رفض تناول الطعام عندما قدمته له والدته، مخبراً إياها أنه لا يستطيع تناوله كونه أصبح مسلماً، وشرح لعائلته الأمر برمته، وأنه لم يلق أي نفور من قبلهم تجاهه.
وعلى صعيد آخر، أكد "إليسون" أن الولايات المتحدة ليست بلدا كارهة للمسلمين، وإنما هناك كارهون للمسلمين في الولايات المتحدة. مشدداً أن على مسلمي الولايات المتحدة أن يشاركوا أكثر في الحياة السياسية، ويترشحوا للمناصب الحكومية ولعضوية الكونغرس، ويساهموا بشكل أكبر في الأعمال التطوعية، لكي يتمكنوا من الإقلال من التأثير السلبي لدعاية الإسلاموفوبيا، مشيراً إلى أنه في حال لم يقم المسلمون بإنشاء حوار مع المسؤولين، ورواية قصصهم بأنفسهم، فإن آخرين سيتطوعون برواية هذه القصص بشكل مختلف تماماً.
وعبر إليسون عن اعتقاده بأن المشاركة الواسعة للمسلمين ستقلل حتى من تصريحات أعضاء الكونغرس السلبية، وضرب مثالا على ذلك عضو الكونغرس "مايك بومبيو" الذي صرح أن المسلمين لن يقوموا أبداً بإدانة الإرهاب، فما كان من إليسون إلا أن قام بزيارة بومبيو، وأراه صورة ابنه الذي يعمل في الجيش الأميركي، وقال له "أنا مسلم وابني أيضا مسلم، وهو يقدم روحه فداء لبلده"، وهو ما تسبب في مفاجأة لبومبيو، مبيناً أنه ذكر له الجماعات والحركات الإسلامية التي تدين الإرهاب، فيما أكد له بومبيو أنه لم يكن على علم بهم.
وعند سؤاله عن الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، قال إليسون إنه كثيراً ما يتعرض للتحيزات المسبقة بسبب كونه مسلما، مؤكدا أن المسلمين في أمريكا لديهم الكثير من قصص النجاح، ولكنهم يمرون أيضا بالكثير من التجارب السيئة. وشبه الأمر بمن يستخدم المصعد للصعود، إلا أن المصعد أحيانا ما يهبط به أيضا.
وأقر إليسون بوجود مصاعب تواجه تقبل المسلمين في الولايات المتحدة، إلا أنه تحدث في الوقت نفسه عن تجربته الشخصية، في الفوز بعضوية مجلس النواب في ولايته لمرتين، والفوز في انتخابات الكونغرس أربع مرات، رغم أن الناخبين يعرفون أنه مسلم. ويخلص من ذلك إلى أن الولايات المتحدة ليست دولة كارهة للمسلمين، وإنما يوجد كارهون للمسلمين في الولايات المتحدة، ويوجد متعصبون، لكن عددهم قليل.
وأشار إليسون إلى ضرورة أن يتحد المؤمنين بجميع الأديان، وحتى غير المؤمنين، في مواجهة غارسي بذور الكراهية، لافتا إلى وجود كارهي المسلمين في أماكن عديدة في أميركا، فحتى في الكونغرس هناك من طالب بقصف الكعبة في حال وقع هجوم إرهابي على الولايات المتحدة، وهناك من اتهم الإدارة الأميركية بأنها تتعاون مع الإرهابيين، بتعيينها للمسلمين. إلا أن إليسون أكد أن كل هذا لن يوقفه عن المضي في طريقه.
كما عبر إليسون عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستتجاوز مشكلة كراهية المسلمين، كما أصبحت التفرقة الفجة بين السود والبيض جزءاً من الماضي.
وشدد إليسون على أهمية الحوار، سواء بين المسلمين أنفسهم أو بينهم وبين غيرهم، وحكى في هذا الإطار عن موقف حدث له مع أحد الأئمة المسلمين عندما رشح نفسه لعضوية الكونغرس للمرة الأولى، إذ قال له هذا الإمام إن التصويت في الانتخابات حرام، وعندما سأله إليسون عن سبب تحريمه، قال له إن السبب يتمثل في معارضته للحرب التي تشنها الولايات المتحدة في العراق، فأكد له إليسون أنه يخوض الانتخابات من أجل وقف هذه الحرب، وهو ما أدى إلى اقتناع الإمام.
وعن الحوار بين الأديان، قال إليسون أنه لابد أن يتم بطريقة مختلفة، لأن من يحضر مثل هذه الحوارات الآن هم الأشخاص الذين لديهم استعداد للحوار، في حين أنها لابد أن تستهدف المتعصبين، الذين يرفضون التواصل مع الآخر. وأشار إليسون إلى ضرورة التعاون بين الراغبين في الحوار من أبناء جميع الأديان، عبر فعاليات من قبيل دعوة المسيحين واليهود إلى إفطارات المسلمين في رمضان، وحكي عن إفطار مشترك نظمه حاخام وإمام، عندما كان اليهود يحتفلون بأحد أعيادهم في رمضان، مؤكدا أن كثيرا من الأشخاص تعلموا أمورا عديدة من هذا الإفطار.
No comments:
Post a Comment