هل مريم - والدة المسيح - هي أخت هارون ؟؟
.
هذه الشبهة يرددها الكثيرون من المسيحيين
فبعض الكهنة والمضللين قد زعموا - بأن في القرآن أخطاء - وأن أعظم خطأ , هو قول القرآن - بأن مريم هي أخت هارون -
إذ كيف تكون مريم أختا لهارون بينما - بينهما مئات أو ألوف من السنين ؟؟
فهل يا ترى - بقيا والدي هارون أحياء إلى أن أنجبوا مريم أيضا ؟؟
وهذا هو الأستاذ - فادي النمس - قد تعلق بتلك الشبهة دون أن يكلف نفسه بمجرد قراءة الآيات التي تحدثت عن - أخت هارون , فكتب ما كتب قدحا في القرآن وفي صاحب القرآن صلى الله عليه وسلم , فقمت بالرد عليه فقلت له :
.
الأستاذ المحترم - @Fady Nemes -
مع إحترامي الشديد أقول :
ان الخلط وسوء الفهم عند من - لا يحسن فهم ما يقرأه - يؤدي إلى أسوأ من ذلك , وكذلك - فإن الجهل وسوأ الفهم عند من أخبروك بأن الله هو القائل بأن - مريم أخت هارون - يوقعك بأسوأ من ذلك .
عزيزي
عليك أن تعلم أن - الله وأن القرآن - لم يقل - أن مريم العذراء هي أخت هارون النبي .
وكل من زعم بأن الله قد قال بأن مريم هي أخت هارون - فهو إنسان جاهل لا يحسن القراءة ولا يحسن الفهم لما يقرأه .
فكل ما في الأمر أن الله قد قص علينا - ما حدث مع العذراء مريم عندما - أتت قومها وهي - تحمل بين ذراعيها طفلها الذي أنجبته -
فقومها كانوا على علم بشرفها وبطاهرتها وعفتها , ويعلمون أنها غير متزوجة , لذلك
فإن قومها - استهجنوا واستغربوا - بأن تكون مريم التي هي في قمة الطهر والعفة - قد ولدت وأنجبت طفلا من غير زواج , لذلك
فإن قومها - هم الذين قالوا لها تلك الكلمات - وليس الله .
وسأضع أمامك وأمام كل عاقل تلك الآيات التي تحكي قصتها , فماعليك إلا أن تقرأ تلك الآيات - بعقلك أنت وأن تُعمِلَ فكرك فيها - لعلك تفهم حقيقتها .
وهذا ما قال ربنا عز وجل :
{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) } سورة مريم
.
الأستاذ الكريم
لعلك أدركت وفهمت - أن قومها الذين أتتهم وهي تحمل طفلها - هم الذين قالوا لها - يا أخت هارون - وليس الله , فالقائلون لها ( يا أخت هارون ) إنما هم قوم مريم - إي اليهود - أي هم تلك - الخراف الضالة -
ولو كان الله هو القائل , لقال لها ( يا أخت موسى ) لأن موسى أرفع منزلة من هارون .
فالأصل فيك أيها الأستاذ العاقل - أن تتوجه إلى تلك الخراف الضالة فتسألهم - لماذا قلتم لمريم تلك الكلمات ؟ لماذا قلتم لمريم يا أخت هارون ؟؟
ومن الممكن أيضا أن تسأل كهنتك الذين - ورثوا علم اليهود أو الذين انحدروا من أصلاب اليهود - لماذا قالت اليهود لمريم - يا أخت هارون ؟؟
هل قالوا لها ذلك - تعظيما لها ؟
أم أنهم قالوا لها ذلك - تقريعا وتوبيخا لها ؟؟
وأسألهم عن علاقة مريم بهارون النبي عليهما السلام - فهي تنحدر من أصلابه الطاهرة - ولا تنحدر من أصلاب الزانيات والعاهرات كما صورها إنجيل متى .
عزيزي
تأكد تماما - لو أن آباؤك وكهنتك - كانوا صادقين وأرادوا الحق ووجه الله لأخبروك
بأن قصة - خطبة مريم وزواجها من يوسف النجار - ما هي إلا قصة وهمية ومختلقة - فالعقل يضحضها , والواقع يكذبها , ونصوص الأناجيل تتخبط فيها .
الأستاذ المحترم
لو كانت مريم متزوجة من يوسف النجار - كما زعم الإنجيل - لكان أمر ولادتها أمرا عاديا ولا يستدعي إستهجان قومها ولا توبيخهم لها , ولما وجهوا لها تلك الكلمات .
الأستاذ المحترم
سأخبرك بحقيقة قصة ولادة مريم في هذه العجالة ,ولكن قبل الحديث عن ذلك لابد من هذه المقدمة فأقول :
من المؤسف أن كتبة الأناجيل لم يكونوا من تلاميذ المسيح عليه السلام , وكذلك لم يكن كتبة الأناجيل على دراية كافية بأحوال المسيح ولا بأحوال والدته عليهما السلام ؟
فعندما واجهتهم معضلة - أن الشريعة قد أمرت برجم الزانية وإن لم تحبل - وها هي العذراء مريم قد أنجبت طفلا من غير زواج - فلماذا لم يرجمها قومها ؟
فمن أجل الخروج من تلك المعضلة - اضطر كاتب الإنجيل إلى إختلاق - قصة خطبة مريم وزواجها من يوسف النجار - ذلك العجوز البالغ 95 سنة من عمره - وهو غير قادر على مجامعتها كما قال بعضهم - والأغرب - أن بعض المصادر المسيحية زعمت بأن يسوف النجار هو أخوها - أي أنها تزوجت أخوها .
فوضع قصة ذلك الزواج المختلقة كان - من أجل الإجابة عن ذلك السؤال - الذي من الممكن أن يشغل بال المسيحيين وأن ينسف عقيدتهم - والذي هو :
( كيف ترك اليهود مريم - دون أن يرجموها بعدما أنجبت طفلها ؟ وفي شريعتهم أن من تنجب من غير زواج ترجم وتحرق بالنار ؟؟
وقد كان اليهود يرجمون الزانية إن علموا بزناها - بحسب شريعتهم - فكيف بمن أنجبت دون زواج ؟؟
فمن أجل الخروج من ذلك المأزق - اختلقوا قصة زواجها من يوسف النجار - وذلك من أجل التغطية على عدم رجم اليهود لها وعدم حرقها - ومن أجل أن تكون قصة زواجها من يوسف هي السبب في حمايتها وعدم رجمها . لأن اليهود لا يرجمون المتزوجة حتى وإن أنجبت - فالولد للفراش - أي للزوج - ولذلك ذكر الإنجيل بأن يوسف النجار هو والد يسوع كما كانوا يظنون .
فحقيقة الأمر هي :
أن مريم العذراء عليها السلام - يهودية , من أبوين يهوديين , وتعيش بين اليهود في مجتمعهم الذي يتحاكم إلى شريعتهم . لذلك كانت مريم خاضعة للوصايا والناموس وأحكام الشريعة اليهودية .
وكما أسلفت فإن من بين أحكام الشريعة اليهودية رجم - الزانية - بالحجارة حتى الموت , وأن بنت الكاهن تحرق .
فالقصة الحقيقية هي أن مريم - حملت - ببشارة الملاك لها - ولحكمة إلهية - وضعت مريم طفلها بعيدا عن - قومها - فأتت وهي تحمل طفلها بين ذراعيها - بعدما انتشر خبر ولادتها - ولذلك اجتمع قومها لملاقاتها وللتأكد من إنجابها - فلما حضرت شاهدها الجميع - وشاهدوا طفلها بين ذراعيها - أحاطوا بها يستفسرون من أين لك هذا ؟
ولكن الله عز وجل قد سبق وأمرها بأن لا تتكلم , وأن كل ما عليها هو أن تشير إلى طفلها أن كلموا هذا الطفل .
فتعجب قومها من إشارتها - إذ كيف يتكلمون مع طفل هو إبن سويعات ؟؟
فعند ملاقاة قوم مريم لها - أخذ بعضهم في تقريعها وبعضهم يسألها
قائلين لها : من أين لك هذا ؟
لقد كان أبوك رجلا تقيا صالحا , وقد كانت أمك إنسانة زاهدة وطاهرة .
وقد كنا نتوسم فيك الطهر والعفة التي ورثتيها عن جدك هارون النبي .
فما كان من مريم إلا أن أشارت لهم بأن - تكلموا مع الطفل واسألوه -
فاستنكروا ذلك قائلين - كيف نتكلم مع هذا الطفل الرضيع ؟؟
ففاجئتهم - معجزة - هي اعظم من كل المعجزات - فلا يعدلها إحياء ميت ولا رد بصر - حيث تكلم ذلك - السيد الصغير سنا والعظيم قدرا -
تكلم بالرغم من صغر سنه بكلمات تدل على - منتهى الفصاحة والبلاغة والعظمة والسمو - فقال :
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) } مريم
.
نعم هذا هو الحق وهذه هي أقوله الصادقة , وأنا أشهد بأن بما شهد به رب العزة حين قال :
{ ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35)}
أعتذر عن الإطالة رغم الإختصار الشديد .
وتقبل تحياتي
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment