هل مريم والدة المسيح هي اخت هارون – كما جاء في القرآن ؟
وسأختصر إجابتي عليه هنا , فأقول :
ردي على هذا السؤال بسيط جدا - ويكفيك أن تقرأ وأن تتدبر الآيات الذي ذكرت ذلك - عندها ستعرف من الذي قال لمريم – يا اخت هارون – وهذه هي الآيات التي جاءت في سورة مريم – يخبرنا ربنا عز وجل فيها بقصة ولادة مريم , حيث قال :
{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30 ) }
فمريم عليها السلام عندما وضعت طفلها – الذي هو المسيح - عليه السلام
أمرها ربها بأن تأتي قومها , وأمرها بأن لا تتكلم نهائيا , وأمرها بأن تشير إلى الطفل فقط – أن كلموا هذا الطفل – لذلك
عندما جاءت مريم إلى قومها والطفل - ابن سويعات - بين يديها , صُدِمَ الأهل وصدمت معهم عشيرتها وأبناء قومها – فكلهم يعلمون بأنها غير متزوجة – ويعلمون بأنها ورعة وبتول طاهرة – لذلك
عندما شاهدوها وشاهدوا الطفل بين ذراعيها - ظنوا بها سوءا – فعنفوها قائلين لها : { قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا }
فهنا الخطاب - واضح وصريح - قوم مريم يخاطبون مريم , وخطابهم فيه - تقريع وتوبيخ لمريم , واتهام لمريم بفعل الفاحشة , والإنجاب من الزنا . لذلك
تابعوا خطابهم لها قائلين { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا }
أي أن قوم مريم - هم أيضا , الذين قالوا لمريم – يا أخت هارون – تقريعا لها وتوبيخا واتهاما – ربما كانت كلماتهم تلك أشد عليها من كلامهم السابق.
وهنا - يقع الكثيرون من المسلمين في هذه المسألة – ظنا منهم بأنها شبهة – إذ كيف تكون مريم أخت هارون وبينهم ألوفا من السنين ؟
بكل أسف أقول :
أن الكثير من المسلمين ومن غير المسلمين – يظنون - بأن الله تعالى هو الذي قال لمريم - يا أخت هارون –
آخرون يظنون بأن القران الكريم - هو الذي نسب مريم إلى هارون بقوله - يا أخت هارون – فكل تلك الظنون ما هي إلا - كذب وافتراء على الله .
فالله سبحانه لم يقل لمريم ولم يخاطبها بكلمة - يا أخت هارون – ولم ينسب مريم إلى هارون النبي .
فكل عاقل لو أنه تدبر تلك الآيات وفكر فيها قليلا – فسيجد – أن قوم مريم هم الذين قالوا لها ذلك – وليس الله .
وبكل أسف فإن الكثيرين يغفلون أو يتغافلون عن ذلك الأمر – وحتى - بعض المسلمين يغفلون أو يجهلون تلك الحقيقة – حقيقة أن قوم مريم هم الذين قالوا لمريم - يا أخت هارون – وفي هذا البيان كفاية لكل عاقل – ولكن
لمن يريد مزيدا من الحديث عن حال مريم وحال قومها – فإنني أرغب بداية بالحديث عن بعض الأمور التي ذكرت في القرآن – من باب الإخبار وليس من باب الإقرار -
فلعلي في ذلك أستطيع توضيح بعض الأمور - التي ذكرت في القرآن وهي غير صحيحة - ولتعلم أنه - ليس كل ما ذكر في القرآن الكريم هو - حق وصحيح وأن الله يقر به -
فالله سبحانه وتعالى – عندما أخبرنا بقصة مريم وبالأحداث التي جرت فيها أو الأحداث التي جرت في غيرها من القصص.
فإن الله من - باب الإخبارِ – يخبرنا ويقص علينا تلك الأحداث – ليس من باب الإقرار بصحة ما حدث , أو تصديقا من الله لما حدث ولما قيل وأن ما قيل هو حق .
وعلى سبيل المثال :
فإن الله قد أخبرنا - بأن فرعون قد قال لقومه – أنا ربكم الأعلى .
{ فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ }
ففرعون كما ترى - زعم بأنه هو الرب الأعلى - فهل فرعون هو ربهم الأعلى على الحقيقة ؟
وهل ذكر القرآن – لادعاء فرعون ولقول فرعون لقومه بأنه هو ربهم الأعلى – فيه تصديق وإقرار من القران بأن فرعون - هو ربا أعلى وإلها ؟ بالطبع لا
ففرعون قد زعم بأنه هو الرب الأعلى – والله عز وجل قد أخبرنا بما جرى بين فرعون وقومه , والله أخبرنا بأن فرعون قد قال تلك الكلمات الكاذبة , فما زعمه فرعون وما قاله إنما هو – عين الكذب والبهتان والافتراء – وأنا وكل المسلمين معي - لا نعتقد بإلوهية فرعون ولا بربوبيته - بالرغم من أن القران قد اخبرنا بأن فرعون قد قال ذلك - ففرعون ليس ربا وليس إلها – واعتقادنا فيه – بأنه ملعون ومطرود من رحمة الله , لقوله تعالى :
{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
غافر 46
وكذلك هو الحال في قضية مريم
فقوم مريم - هم الذي قالوا لها يا أخت هارون - وليس الله .
ولو أن مريم كانت على الحقيقة أخت هارون - لقال الله لها - يا أخت موسى – بدل أن يقول لها يا اخت هارون – لأن موسى أرفع درجة من هارون عليهما السلام .
وللحديث بقية إن شاء الله
ردي على هذا السؤال بسيط جدا - ويكفيك أن تقرأ وأن تتدبر الآيات الذي ذكرت ذلك - عندها ستعرف من الذي قال لمريم – يا اخت هارون – وهذه هي الآيات التي جاءت في سورة مريم – يخبرنا ربنا عز وجل فيها بقصة ولادة مريم , حيث قال :
{ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30 ) }
فمريم عليها السلام عندما وضعت طفلها – الذي هو المسيح - عليه السلام
أمرها ربها بأن تأتي قومها , وأمرها بأن لا تتكلم نهائيا , وأمرها بأن تشير إلى الطفل فقط – أن كلموا هذا الطفل – لذلك
عندما جاءت مريم إلى قومها والطفل - ابن سويعات - بين يديها , صُدِمَ الأهل وصدمت معهم عشيرتها وأبناء قومها – فكلهم يعلمون بأنها غير متزوجة – ويعلمون بأنها ورعة وبتول طاهرة – لذلك
عندما شاهدوها وشاهدوا الطفل بين ذراعيها - ظنوا بها سوءا – فعنفوها قائلين لها : { قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا }
فهنا الخطاب - واضح وصريح - قوم مريم يخاطبون مريم , وخطابهم فيه - تقريع وتوبيخ لمريم , واتهام لمريم بفعل الفاحشة , والإنجاب من الزنا . لذلك
تابعوا خطابهم لها قائلين { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا }
أي أن قوم مريم - هم أيضا , الذين قالوا لمريم – يا أخت هارون – تقريعا لها وتوبيخا واتهاما – ربما كانت كلماتهم تلك أشد عليها من كلامهم السابق.
وهنا - يقع الكثيرون من المسلمين في هذه المسألة – ظنا منهم بأنها شبهة – إذ كيف تكون مريم أخت هارون وبينهم ألوفا من السنين ؟
بكل أسف أقول :
أن الكثير من المسلمين ومن غير المسلمين – يظنون - بأن الله تعالى هو الذي قال لمريم - يا أخت هارون –
آخرون يظنون بأن القران الكريم - هو الذي نسب مريم إلى هارون بقوله - يا أخت هارون – فكل تلك الظنون ما هي إلا - كذب وافتراء على الله .
فالله سبحانه لم يقل لمريم ولم يخاطبها بكلمة - يا أخت هارون – ولم ينسب مريم إلى هارون النبي .
فكل عاقل لو أنه تدبر تلك الآيات وفكر فيها قليلا – فسيجد – أن قوم مريم هم الذين قالوا لها ذلك – وليس الله .
وبكل أسف فإن الكثيرين يغفلون أو يتغافلون عن ذلك الأمر – وحتى - بعض المسلمين يغفلون أو يجهلون تلك الحقيقة – حقيقة أن قوم مريم هم الذين قالوا لمريم - يا أخت هارون – وفي هذا البيان كفاية لكل عاقل – ولكن
لمن يريد مزيدا من الحديث عن حال مريم وحال قومها – فإنني أرغب بداية بالحديث عن بعض الأمور التي ذكرت في القرآن – من باب الإخبار وليس من باب الإقرار -
فلعلي في ذلك أستطيع توضيح بعض الأمور - التي ذكرت في القرآن وهي غير صحيحة - ولتعلم أنه - ليس كل ما ذكر في القرآن الكريم هو - حق وصحيح وأن الله يقر به -
فالله سبحانه وتعالى – عندما أخبرنا بقصة مريم وبالأحداث التي جرت فيها أو الأحداث التي جرت في غيرها من القصص.
فإن الله من - باب الإخبارِ – يخبرنا ويقص علينا تلك الأحداث – ليس من باب الإقرار بصحة ما حدث , أو تصديقا من الله لما حدث ولما قيل وأن ما قيل هو حق .
وعلى سبيل المثال :
فإن الله قد أخبرنا - بأن فرعون قد قال لقومه – أنا ربكم الأعلى .
{ فَحَشَرَ فَنَادَىٰ (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ }
ففرعون كما ترى - زعم بأنه هو الرب الأعلى - فهل فرعون هو ربهم الأعلى على الحقيقة ؟
وهل ذكر القرآن – لادعاء فرعون ولقول فرعون لقومه بأنه هو ربهم الأعلى – فيه تصديق وإقرار من القران بأن فرعون - هو ربا أعلى وإلها ؟ بالطبع لا
ففرعون قد زعم بأنه هو الرب الأعلى – والله عز وجل قد أخبرنا بما جرى بين فرعون وقومه , والله أخبرنا بأن فرعون قد قال تلك الكلمات الكاذبة , فما زعمه فرعون وما قاله إنما هو – عين الكذب والبهتان والافتراء – وأنا وكل المسلمين معي - لا نعتقد بإلوهية فرعون ولا بربوبيته - بالرغم من أن القران قد اخبرنا بأن فرعون قد قال ذلك - ففرعون ليس ربا وليس إلها – واعتقادنا فيه – بأنه ملعون ومطرود من رحمة الله , لقوله تعالى :
{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }
غافر 46
وكذلك هو الحال في قضية مريم
فقوم مريم - هم الذي قالوا لها يا أخت هارون - وليس الله .
ولو أن مريم كانت على الحقيقة أخت هارون - لقال الله لها - يا أخت موسى – بدل أن يقول لها يا اخت هارون – لأن موسى أرفع درجة من هارون عليهما السلام .
وللحديث بقية إن شاء الله
No comments:
Post a Comment